أروي: أي: أشد عليه بالرواء, وهو الحبل. والضفندد: الضخم الذي لا غناء عنده, وقال جرير: [الكامل]
أفنى عرائكها وخدد لحمها ... ألا تذوق مع الشكائم عودا
وقوله:
فهن أسلن دمًا مقلتي ... وعذبن قلبي بطول الصدود
الشعراء يستعلمون هذه الدعوى كثيرًا, فيزعمون أن المحب يبكي دمًا, ومنه قول الطائي: [الطويل]
فأجرى لها الإشقاق دمعًا موردًا ... من الدم يجري فوق خذ مورد
وقوله:
وكم للهوى من فتى مدنفٍ ... وكم للنوى من قتيلٍ شهيد
يقال: رجل مدنف ومدنف ودنف ودنف, وهو الذي قد طال مرضه حتى أشفى على الموت, قال أبو كبيرٍ الهذلي: [الكامل]
ولقد وردت الماء لون جمامه ... لون الفريقة صفيت للمدنف
وقال العجاج: [الرجز]
والشمس قد كات تكون دنفا ... أدفعها بالراح كي تزحلفا
أي: قد دنت من الغروب, فهي كالمريض المدنف الذي قد دنا من الموت, وجعل قتيل الحب شهيدًا؛ لأنه عنده مظلوم, فهو كالشهيد الذي قتل في سبيل الله, وقد استعملت