الّتي لم تُذْبَح؛ فإذا وقع عليها الفعلُ، فهي ذَبيحٌ.
(إلى الرّحمن) خصص به دون سائر الأسماء؛ لأن المقصود من الحديث: بيانُ سَعَةِ رحمةِ الله تعالى على عباده؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير، وفيه: فضيلةٌ عظيمةٌ للكلمتين؛ سبقت آخر (كتاب الدعوات)، وهي أن من قال: "سبحانَ اللهِ وبحمدِه في يومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاه، وِإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".
(خفيفتان) الإشارةُ بالخفة والثقل إلى قلةِ العمل، وكثرةِ الثّواب، وفي الحديثِ من البديع: السجعُ، والمنهيُّ عنه في السجع: ما يُراد به إبطالُ حق، ونحوه؛ كسجع الكهان، والمقابلةُ بين الخفيفة والثقيلة، ويسمى: الطباق، وختم به كما افتتح "الجامع" بالنية، الأوّل للإخلاص، والثّاني أن كتابه الّذي صنَّفه يرجو أنه من العمل الّذي يوزن له يوم القيامة، ويجازى به، وأنه وضعه قسطًا، وميزانًا يرجع إليه، وذلك سهلٌ على من سَهَّلَه الله تعالى عليه.
(سبحان الله وبحمده، سبحان اللهِ العظيم) هما المخبر عنهما بأنهما كلمتان خفيفتان، فهما مبتدأ، و (كلمتان) خبر مقدَّم، وما بينهما صفةٌ للخبر، وإنما قدم الخبر؛ لقصد تشويق السامع إلى المبتدأ؛ كما قال:
ثَلَاثَةٌ تُشْرِقُ الدُّنْيَا بِبَهْجَتِهَا ... شَمْسُ الضُّحَى وَأَبُو إِسْحَاقَ وَالقَمَرُ