7553 - وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ كَتَبَ كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ -أَوْ قَال:- سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ".
الحديث الأوّل:
(قضى)؛ أي: أتمَّ.
(كتب) إمّا حقيقة؛ بخلقِ صورةِ المكتوبِ في اللوح المحفوظ، أو الأمر بالكتابة فيه، وإما مجاز عن تعلّق الحكم، والإخبار به.
(عنده) من المتشابه؛ لاستحالة العندية المكانية في حقه تعالى، فإما التفويضُ، أو التأويلُ بما يليق، أو هو تمثيلٌ واستعارةٌ.
(سبقت)؛ أي: سبق تعلُّق الرّحمة، وإلًّا فصفاته القديمة مستحيلٌ فيها السبقُ، وسبقُ الرّحمة؛ لأنها من مقتضيات صفاته، وأمّا تعلُّقُ العقوبة، فمن عصيان العبد.
وقال المهلب: سبقُ رحمتِه ظاهر؛ لأن مَنْ غضبَ عليه من خلقه، لم يُخيبه في الدنيا من رحمته، وقيل: المراد: أن رحمته لا تنقطع عن أهل النّار المخلَّدين من الكفار؛ إذ في قدرته أن يخلق لهم عذابًا يكون عذابُ النّار يومئذ لأهلِها رحمةً وتخفيفًا، بالإضافة إلى ذلك العذاب. وسبق مرات.
* * *