وأوله غيرُه بأن المراد: قبل أن يوحي إليه في شأن الصلاة، أو الإسراء، أو نحو ذلك، والتزمَ الشيخُ شهابُ الدين أبو شامةَ أنه قبلَ الوحي على ظاهره؛ لأن الإسراء كان مرتين: قبل النبوة، وبعدها، ومنها: قوله: (ودنا الجبار)، وعائشةُ تروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن الذي دنا فتدلى جبريلُ، وأجابَ ابنُ الجوزيِّ: بأن هذا كان منامًا، وحكمُه حكم غير حكم اليقظة، وهو عجيب؛ فإن رؤيا الأنبياء وحي.

قال (ك): وقولُ جبريلَ في جواب بوّاب السماء إذ قال: (أبعث؟: نعم)، صريحٌ في أنه كان بعدَه.

(أيهم هو) كان عندَه - صلى الله عليه وسلم - رجلان.

قال (ك): قيل: إنهما حمزة، وجعفر - رضي الله عنهما -.

(هو خَيْرُهُمْ)؛ أي: مطلوبُك هو خَيْرُ هؤلاء.

(خُذُوا خَيْرَهُمْ)؛ أي: المعروجَ به إلى السماء.

(وكانت)؛ أي: هذه الرؤيا، أو هذه القصة في: (تلك الليلة) لم يقع شيء آخر فيها؛ فإن قيل: ثبت في الروايات الأُخرى أن الإسراء كان في اليقظة؛ قيل: إن قلنا بالتعدد، فظاهر، أو باتحاده، فيمكن أن يقال: كان أول الأمر وآخره في النوم؛ إذ ليس فيه ما يدلُّ على كونه نائمًا في القصة كلها.

(فرغ) بالتشديد.

(محشوًا إيمانًا وحكمة) المرادُ بالحشو بهما، مع أنهما مَعْنيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015