سَعِيدٌ، فَوَاللهِ إِنَّ أَحَدكم، أَوِ الرَّجُلَ يَعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنها غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدخُلُها، وَإِن الرَّجُلَ لَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيدخُلُها"، قَالَ آدَمُ: إِلَّا ذِرَاعٌ.
الحديث الأول:
(المصدوق)؛ أي: الذي أخبره جبريل -عليه الصلاة والسلام- بالخبر الصادق، ويحتمل أن المراد: المصدوقُ من جهة الناس، كونُه صادقًا مصدوقًا معلومٌ يقينًا؛ ولكن ذكر لأن المخبر به هنا مخالف للطِّبّ؛ فإن عندَهم يصور الجنين فيما بين ثلاثين يومًا إلى أربعين، فأشير بذلك إلى أن ما يقوله حق، وأن قول الأطباء باطل، وذكر للتلذذ والتبرك والافتخار.
(ثم يبعث)؛ أي: يأمره بالتصرف، وهو معنى قوله في الرواية الآتية: (وكل).
(برزقه) هو الغذاء، حلالًا أو حرامًا، وقيل: كلُّ مما متع به، ولو علمًا ونحوه.
(وأجله) يطلق على مدة العمر، وعلى الجزء الأخير منه؛ كما في: {فإذا جَاءَ أَجَلُهُمْ} [الأعراف: 34]، والمراد بما ذكر هنا: إعلامُ المَلَك بما هو مقضيٌّ في الأزل، إلا أن الحكم بذلك الان، ولم يذكر الرابع في هذا الحديث، وذكر في الحديث بعده، وهو: (أذكرًا أو