عنهم؛ قال تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، فأتى في الشر بالافتعال الذي لا بد فيه، من المعالجة والتكلف فيه، كما تفضل عليهم بأن الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بواحدة، وإذا هم بالسيئة ولم يعملها، فالحسنة له باعتبار أنه كف عن الشر، أمّا اتفاقهم على أن من عزم على ترك صلاة بعد عشرين سنةً يعصي في الحال، فلأن العزم توطينُ النفس على معصية، وهذا غير الهمّ، والثوابُ على الهم ما يكون لوجه الله تعالى، لا لأمر آخر.
قال (خ): هذا إذا تركها مع القدرة عليها؛ إذ مَنْ لا يقدر لا يقال: ترك.
* * *
(باب: ما يُتقى من محقَّرات الذنوب)
6492 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ غَيْلاَنَ، عَنْ أَنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّكمْ لَتعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كنَّا نَعُدُّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الْمُوبِقَاتِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُهْلِكَاتِ.
(إن كنا)، (إن) مخففة من الثقيلة، وتركُ اللامِ في خبرها عند