عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ: قَالَ: "إِنَّ اللهَ كتبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كتبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كتبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كتبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كتبَهَا اللهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً".

(فيما يرويه عن ربه عز وجل) الكلُّ وإن كان من ربه؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - ما ينطق عن الهوى، إلا أن هذا إما من الأحاديث القدسية، أو أراد إسناده صريحًا إلى الله تعالى؛ تفخيمًا له، أو بيانًا لواقع، وليس فيه ما ينفي غيره؛ بل قوله: (فيما يرويه) يدل على ثبوت ذلك في غيره؛ إذ المعنى: في جملة ما يرويه.

(كتب)؛ أي: قَدَّرها حسنةً، وقدرها سيئة.

وفيه: دلالة على إبطال الحسن والقبح العقليين، وأن الحسنة والسيئة شرعيتان؛ فلله تعالى أن يجعل الصلاة قبيحةً، والزنا حسنًا؛ خلافًا للمعتزلة في زعمهم أن الشرع كاشف عن ذلك.

(أضعاف كثيرة) قال تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 261]، وكونُ الهمُّ بالحسنة معتبرًا؛ لأنه فعلُ القلب، والهمّ بالسيئة كذلك، وليس معتبرًا، هو من فضل الله تعالى على عباده؛ حيث عفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015