الْعِبَادِ؟ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ".
6267 / -م - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قتادَةُ، عَنْ أَنسٍ، عَنْ مُعَاذٍ بِهَذَا.
الحديث الأول:
(لَبَّيْكَ) من لَبَّ بالمكان: أقام به؛ أي: أنا مقيمٌ على طاعتك، وقيل: معناه: إجابة بعد إجابة.
(وسعدَيْك)؛ أي: إسعادًا بعد إسعاد، والتقدير هنا: أسعدني إسعادًا.
(أن يعبدوه) إشارة للعَمَليّات.
(ولا يشركوا به شيئًا) إشارة للاعتقاديات؛ لأن التوحيد أصلها.
(حق العباد)؛ أي: بمقتضى وعد الله الصادق، وإلا، فلا يجب على الله تعالى شيء؛ بل نِعَمُهُ فضلٌ، ونقَمُهُ عدلٌ، أو أن ذلك كالحقِّ الواجب؛ كزيدٌ أسدٌ؛ أي: كأسدٍ.
قال (ط): فإن اعترضَ المرجئةُ به، فجوابُ أهل السنة: أن هذا اللفظ خرج على المزاوجة والمقابلة؛ نحو: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40].
* * *