مُغْضَبًا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا زَالَ بِكُمْ صَنِيعُكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُكْتَبُ عَلَيْكُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ فِي بُيُوتكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءَ فِي بَيْتِهِ، إِلَّا الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ".

الخامس:

(وقال المكِّي) وصلَه أحمد والدَّرِامي في "مسنديهما".

(احتجر)؛ أي: اتخذ شبهَ الحُجرة.

(حُجَيرة) مُصغَّر: حُجْرَة، ويُروَى بفتح الحاء وكسر الجيم.

(مُخَصَّفة) الخَصَفَة بمعجمة ثم مهملة مفتوحتين: ما يُجعَل منه جِلاَلُ التمر من سَعَفٍ ونحوه.

قال (ط): ولو ثوبًا يستدير، يقال: خَصَفتُ على نفسي، أي: جمعتُ بين طرفَيه بعودٍ أو خيطٍ.

قال (ن): الخَصَفة والحصير بمعنىً واحدٍ، وشكَّ الراوي فيه، والمرادُ: أنه حوَّط موضعًا من المسجد بحصيرةٍ تسترُه ليُصلِّيَ فيه، ولا يَمرَّ عليه أحدٌ، وليتوفَّرَ فراغُ القلب، ففيه: جوازُ الجماعة في النافلة، وتركُ بعضِ المصالحِ لخوفِ مفسدةٍ أعظمَ من ذلك، وما كان عليه من شفقته على الأُمَّة.

قال (ط): يجبُ الغضبُ والشدةُ في أمر الله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا سيما على الأئمَّة والملوك؛ ليَنحفظَ أمرُ الشريعة، ولا يَطرأَ عليها التغييرُ والتبديلُ، قال: وغضبُه عليهم لأنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015