(لَّا تلدوني) اللَّدود: ما يُصبُّ في أحد شقَّي الفَمِ من الأدوية، بخلاف الوُجور، فإنَّه الذي يُجعَل في وسَطه، وقد لُدَّ الرجلُ، فهو مَلْدود، قيل: وكان الذي لُدَّ به العُود الهنْدي والزَّيت.

(كراهية) قال (ع): ضبَطناه بالرفع، أي: هذا منه كراهيةٌ، وهو أَوجَهُ من النَّصب على المصدر، أي: كره كراهيةً.

قال أبو البَقاء: أو النَّصب على أنَّه مفعولٌ له، أي: لكَراهية.

(وأنا أنظر) جملةٌ حاليةٌ، أي: لا يبقَى أحدٌ إلَّا لُدَّ في حُضوري، وحالَ نظَري إليه قِصاصًا لفعلهم.

(لم يشهدكم)؛ أي: لم يحضركم حالةَ اللَّدودة، وميمونة كانت منهم فلُدَّتْ وهي صائمةٌ لقسَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وفي "مغازي ابن إسحاق": أنَّ العبَّاس هو الآمِر باللَّدِّ، وقال: والله لألُدَّنَّه، ولمَّا أَفاقَ قال: "مَن صنعَ هذا؟ "، قالوا: عمُّك.

فليكن الجمْع بأنَّه لا مُنافاةَ بين الأمر وعدَم الحُضور وقْت اللَّدِّ.

(رواه ابن أبي الزِّناد) وصلَه أَحْمد، والحاكم، وأبو يعلَى.

* * *

4459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ محَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَإِنِّي لَمُسْنِدَتُهُ إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015