(صدغيه) الصُّدغ: ما بين الأذُن والعنُق، ويسمى الشَّعر المتدلي عليه أيضًا صُدغًا، ولا يعارض نفي الصَّبْغ هنا ما روى ابن عُمر في "الصحيحين": أنَّه رأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يصبَغ بالصُّفرة، إذ النَّفْي في غالب الأوقات، والإثْبات في وقتٍ، فكلٌّ من الراويين أخبَر بما رأَى، ومراد الراوي هنا أنه لم يكُن له من الشَّيب ما يحتاج إلى التخضيب.
* * *
3551 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ. قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ: إِلَى مَنْكِبَيْهِ.
العاشر:
(وقال يوسف) موصولٌ قبل ذلك بحديثٍ.
(عن أبيه) إما أن الضمير عائدٌ إلى إسحاق، وإما أطلق على الجدِّ أبًا مجازًا.
(إلى منكبيه)؛ أي: تبلغ الجُمَّة إلى مَنكِبَيه.
* * *
3552 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سُئِلَ الْبَرَاءُ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لاَ بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ.