الثامن عشر:
(الناس) بالرفع، وبالنصب، أي: مما أدركَه الناسُ، أو مما بلَغ النَّاسَ.
(من كلام النبوة)؛ أي: مما اتفَق الأنبياء عليه، فلم يُنسخ فيما نُسخ من شرائعهم؛ لأنه أمرٌ أطبقَت العُقول على حُسنه.
(إذا لم تستحي) هذه الجملة الشَّرطية اسمُ (إنَّ) على تقدير القَول، أو خبرُه على تقدير (مِن) اسمًا، كلفْظ بعضٍ، فيكون هو اسم (إنَّ).
(فاصنع) إما أمرٌ بمعنى الخبَر، أو تهديدٌ، أي: فإنَّ الله يَجزيك بفعلك، أو المعنى: انظُر إلى ما تُريده، فإن كان [مما لا يُستحيَا منه، فافعلْه، وإن كان مما يُستحيا منه فدعْهُ، أو إذا لم تستح من الله يكون ذلك الفعل] (?) مما لا يُستحيى منه بحسَب الدِّين فافعلْه، ولا تُبالِ (?) بالخلْق، أو هو لبَيان فضيلة الحياء، أي: لمَّا لم يَجُز صنْعُ ما شئتَ، لم يَجُز تركُ الاستحياء، كما قال: "الحيَاءُ مِن الإيمانِ".
* * *
3485 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَني سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: