3290 - حَدَّثَنَا زكرِيَّاءُ بْنُ يَحيَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ هِشَامٌ: أَخْبَرَنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللهِ! أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولاَهمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُم، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ: أَيْ عِبَادَ اللهِ! أَبِي أَبِي، فَوَاللهِ مَا احتَجَزُوا حَتَّى قتلُوهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غَفَرَ اللهُ لَكمْ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ.
الثاني والعشرون:
(أخراكم)؛ أي: الطَّائفة المتأَخِّرة، أي: عبادَ الله! احذَرُوا المتأَخِّرين وراءكم، أو اقتلُوهم.
والخِطاب للمُسلمين، وأراد إبليسُ -لعنَةُ الله عليه- بذلك تَغليطَهم ليُقاتل بعضُ المسلمين بعضًا، فرجَعت الطائفةُ المتقدِّمة قاصدِين قِتَال الأُخرى ظانِّين أنهم من المشركين.
(فاجتلدت)؛ أي: تضارَبَ الطَّائفتان.
ويحتمِل أنَّ الخِطاب للكافِرين، أي: فاقتلُوا أُخراكُم، فتراجعتْ أُولاهم، فتجالَد أُولى الكفَّار، وأُخرى المسلمين.
(اليمان) بتخفيف الميم، والنون، بلا ياءٍ بعدها، وهو لقَبٌ، واسمه: حُسَيْل، مُصغَّر الحسْل، بمهملتين ابن جابِر العَبْسي، بموحَّدةٍ بين مهملتين، أسلَم مع حُذَيفة، وهاجر إلى المدينة، وشَهِد أُحدًا،