رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللهُ أَبَدًا"، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللهُ أَبَدًا، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْح، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: "نعمْ".
الحديث الثاني:
بمعنى ما قبلَه، وزيادةُ بسطِ قصَّة الحُدَيبِيَة.
(الدنية) فَعِيْلة، أي: النَّقِيصة، والخَصْلة الخَسيسة.
(سورة الفتح)؛ أي: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ}.
(أو فتح)؛ أي: صُلْح الحُدَيبِيَة فتحٌ.
قال (ن): أراد سَهْل بهذا تصبُّر النَّاس على الصُّلْح وإعلامَهم بأنَّه يُرجى فيما بعدَه مصيرٌ إلى الخير، وإنْ كان ظاهرُه في الابتِداء مما تكرهُه النُّفوس كما كان صُلْح الحُدَيبِيَة، وكراهة أكثَر الناسِ الصُّلْحَ، ومع هذا أعقَبَ خيرًا عظيمًا، فأقرَّهم النبيُّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الصُّلْح مع أنَّ رأْيَهم كان مُناجزةَ أهل مكة بالقِتال.
قال: ولم يكُن سُؤال عُمر وكلامُه المذكور شكًّا، بل طلَبًا لكشْف ما خَفِيَ عليه.
وفيه فضيلة أبي بكرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ-.
* * *