جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَينِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا، قَالَ: لا، وَاللهِ لا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِم أَرْبَعَ سِنِينَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ كَلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِم، فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ، قَالَ: فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، وَرَفَعَ الثُّلُثَ، فَأصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ ألفُ أَلْفٍ وَمِائتَا أَلْفٍ، فجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُون ألفَ أَلْفٍ وَمِائتَا أَلْفٍ.

(يوم الجمل) هو يومُ حَرْبٍ كان بين عليٍّ وعائشة - رضي الله عنهما - على بابِ البَصْرة، وهو في جُمادى الأُولى سنة ستٍّ وثلاثين بعد مَقتَل عُثْمان بسنةٍ، وسُمِّي به؛ لأنَّ عائشة كانت راكبةً على جَمَلٍ.

قال ابن الأَثير: يُسمَّى: عَسْكَرًا، قيل: كان مُعلَّى بن أُميَّة أعطاها إياه، وكان اشتَراه بمائتي دينارٍ.

(إلَّا ظالم أو مظلوم) الحُروب وإنْ كانت كلُّها كذلك، لكنْ قصَد أنَّ هذه أوَّلُ حربٍ وقَعت بين المُسلمين، والمُراد الظَّالِم من أهل الإسلام.

وقال (ش): أي: إما مُتأَوِّلٌ أراد بفعْله وجْهَ الله، وإما رجلٌ من غير الصَّحابة أَرادَ الدُّنيا، وقاتَلَ عليها، فهو ظالمٌ.

(أُراني) بضم الهمزة بمعنى: أظُنُّ.

(مظلومًا) إنما قال ذلك؛ لأنَّه سَمع قولَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَشِّرْ قاتِلَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015