وليس في الحديث حُجَّة على ضَمان المتقوِّم بمثله، كالكُوز بالكُوز، والقَصْعة بالقَصْعة؛ لأنَّه لم يكُن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُكمًا على الخَصْم؛ لأنَّ القَصْعتين كانتا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أهله، فلما انكسرت قَصْعة ردَّ أُخرى مكانَها من بيته إلى بيته.
* * *
(باب: إذا هدَمَ حائِطًا)
2482 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سِيرِينَ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ رَجُلٌ فِي بني إِسْرَائِيلَ، يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، يُصَلِّي، فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَأبَى أَنْ يُجيبَهَا، فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصلِّي، ثُمَّ أتتهُ، فَقَالَتِ: اللهمَّ! لاَ تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ. وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَقَالَتِ امْرَأةٌ: لأَفْتِنَنَّ جُرَيْجًا. فتعَرَّضَتْ لَهُ، فَكَلَّمَتْهُ، فَأَبَى، فَأتَتْ رَاعِيًا، فَأَمكَنتهُ مِنْ نفسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيجٍ. فَأتوهُ، وَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ، فَأنزَلُوهُ، وَسَبُّوهُ، فتوَضَّأ، وَصَلَّى، ثُمَّ أتى الْغُلاَمَ، فَقَالَ: مَنْ أبَوكَ يَا غلاَمُ؟ قَالَ: الرَّاعِي. قَالُوا: نبَني صَومَعَتَكَ مِن ذَهَبٍ. قَالَ: لاَ، إِلَّا مِنْ طِين".