إذا غابُوا)، إما لأنَّ المدينة بلَدُهم ووقْت الزِّراعة معلومٌ، وإما أن يُجعل: أَعِي ما يَنسَونَ، عائدًا للطَّائفتين، كما في: أشْهدُ إذا غابُوا، وأحفَظُ إذا نسُوا، بأن يُقَدَّرا في قصَّة الأنصار أيضًا بقَرينة السِّياق وسائرِ الروايات المعجمة (?) كما سبق في (باب: حِفْظ العِلْم).

(نمرة)؛ أي: كِسَاءَ ملوَّنًا كأنَّه من النَّمِر؛ لمَا فيه من سوادٍ وبياضٍ.

وفيه فَضْل أبي هريرة، وكان حافِظَ الأمَّة، لكنْ لا يَلزم من كَونه أكثَر أخْذًا للعِلْم وأزهدَ أفضليَّته على غيره مُطلَقًا؛ لأنَّ جِهات الأفضليَّة لا تَنحصِر في ذلك، فلغَيره الذي هو أفْضَلُ منه أمورٌ أُخرى غير ذلك.

* * *

2048 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عَبْدِ الله، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ - رضي الله عنه - لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ: آخَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْني وَبَيْنَ سَعدِ بن الرَّبيعِ، فَقَالَ سعدُ بن الرَّبيعِ: إِنِّي أكثَرُ الأَنْصَارِ مَالًا، فَأقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي، وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هوِيتَ نزَلْتُ لَكَ عَنْها، فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَها. قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، هلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: سُوقُ قَيْنُقَاعَ. قَالَ: فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأتَى بِأَقِطٍ وَسَمْنٍ، قَالَ: ثُمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015