ولَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، خَشِيَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَسَأَلتْهُ أَنْ يَجْعَلَ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَلَا يُفَارِقَهَا، فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خَشِيَتْ سَوْدَةُ أَنْ يُطَلّقَهَا النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَتْ: لَا تُطَلِّقْنِي وأَمْسِكْنِي، وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَفَعلَ، فنَزَلَتْ: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلحُ خَيْرٌ} (?).
مَكَثَتْ سَوْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عِنْدَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى تُوُفِّيَتْ بِالمَدِينَةِ في آخِرِ خِلَافَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه-، هَذَا هُوَ المَشْهُورُ في وَفَاتِهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (?).
* * *