رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ مِنَ الذِينَ سَبَقَ وَأَنْ رَحَلُوا إلى تِلْكَ البِلَادِ، وَفِيمَا يَلِي ذِكْرُ الكُتُبِ التِي أَرْسَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى المُلُوكِ وَالأُمَرَاءِ، وَذَلِكَ فِي المُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ لِلْهِجْرَةِ:
وَهَذَا النَّجَاشِيُّ اسْمُهُ أَصْحَمَةُ (?)، وَأَمَّا النَّجَاشِيُّ فَهُوَ لَقَبٌ لِكُلِّ مَنْ مَلَكَ الحَبَشَةَ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَمْرَو بنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ -رضي اللَّه عنه- إِلَى النَّجَاشِى، وَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ، وَكتَبَ مَعَهُ إِلَيْهِ كِتَابَيْنِ يَأْمُرُهُ فِي أَحَدِهِمَا: أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ (?)، وَأَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِمَنْ عِنْدَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَفِي الكِتَابِ الآخَرِ: يَدْعُوهُ إلى الإِسْلَامِ.
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مُشْكِلِ الآثارِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: أَنَّهَا كَانَتَ تَحْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ جَحْشٍ، وَكَانَ رَحَلَ إلى النَّجَاشِيِّ، فَمَاتَ (?)، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ، وَإِنَّهَا لَبِأَرْضِ الحَبَشَةِ (?)، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ، وَأَمْهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلَافٍ مِنْ عِنْدِهِ،