فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَدْ لَبِسَ لَأَمَتَهُ (?)، وَظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ (?)، وَتَقَلَّدَ السَّيْفَ، فَلَمَّا رَآه النَّاسُ قَامُوا، فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُخَالِفَكَ، وَلَا نَسْتَكْرِهَكَ عَلَى الخُرُوجِ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوِّهِ" (?).
ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في النَّاسِ بِالخُرُوجِ إلى العَدُوِّ، وَأَنْ لَا يَرْجعَ حَتَّى يُقَاتِلَ.
* عَقْدُ الأَلْوِيَةِ وَخُرُوجُ المُسْلِمِينَ إِلَى أُحُدٍ:
ثُمَّ عَقَدَ الرَّسُولُ -صلى اللَّه عليه وسلم- الأَلْوَيةَ، لِوَاءً لِلْأَوْسِ دَفَعَهُ إلى أُسَيْدِ بنِ حُضَيْرٍ -رضي اللَّه عنه-، وَلوَاءً لِلْخَزْرَجِ دَفَعَهُ إِلَى الْحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ -رضي اللَّه عنه-، وَلوَاءً لِلْمُهَاجِرِينَ دَفَعَهُ إلى مُصْعَبَ بنِ عُمَيْرٍ -رضي اللَّه عنه-، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى المَدِينَةِ ابنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الصَّلَاةِ بِالنَّاسِ بِمَنْ بَقِي في المَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجَ -صلى اللَّه عليه وسلم- في أَلْفٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَخَرَجَ السَّعْدَانِ أَمَامَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ -رضي اللَّه عنه-، وَسَعْدُ بنُ عُبَادَةَ -رضي اللَّه عنه- يَعْدُوَانِ،