قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، وَظَهَرَ عَلَيهِمْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا. (وَفِي حَدِيثِ رَوْحٍ، بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا) مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيشٍ. فَأُلْقُوا فِي طَويٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ، بِمَعْنَى حَدِيثِ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأنصاري زوج أم سليم أم أنس رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سداسياته أيضًا، غرضه بيان متابعة روح لعبد الأعلى (قال) أبو طلحة (لما كان) وحصل (يوم) وقعة (بدر وظهر) أي غلب (عليهم) أي على المشركين (نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر) نبي الله صلى الله عليه وسلم أصحابه (بـ) سحب (بضعة) بكسر الباء كلمة تصدق على ما بين العقود من الآحاد من واحد إلى تسعة أي بسحب أربعة (وعشرين رجلًا) من المشركين، هذا رواية عبد الأعلى عن سعيد (وفي حديث روح) بن عبادة وروايته عن سعيد لفظة (بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش) ورؤسائهم وساداتهم جمع صنديد بمعنى الرئيس والسيد (فأُلقوا) أي قذفوا (في طويّ) بفتح الطاء وكسر الواو وتشديد الياء أي في بئر مطوية بالحجارة، قال القرطبي: الطوي البئر المطوية كائنة (من أطواء بدر) من آبار بدر (وساق) قتادة أي ذكر (الحديث) عن أبي طلحة (بمعنى حديث ثابت عن أنس) المذكور قبل هذا الحديث، غرضه بيان متابعة قتادة لثابت ولكنها متابعة في الشاهد.
قوله (بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش) فالمذكور في حديث أنس السابق أربعة منهم وسمى الحافظ الباقين في الفتح [7/ 302] على سبيل الاحتمال فذكر فيهم عبيدة بن العاص والد أبي أُحيحة، وسعيد بن العاص بن أمية، وحنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة، والحارث بن عامر، وطعيمة بن عدي، ونوفل بن خويلد، وزمعة بن الأسود، وأخاه عقيلًا، والعاص بن هشام أخا أبي جهل، وأبا قيس بن الوليد أخا خالد بن الوليد، ونبيه ومنبه ابني الحجاج السهمي، وعلي بن أمية بن خلف وعمرو بن عثمان عم طلحة أحد العشرة المبشرة، ومسعود بن أبي أمية أخا أم سلمة، وقيس بن الفاكه بن المغيرة، والأسود بن عبد الأسود أخا أبي سلمة وأبا العاص بن قيس السهمي، وأميمة بن رفاعة فهؤلاء العشرون تضم إلى الأربعة المذكورة في حديث أنس فتكمل العدة أربعة وعشرين رجلًا اهـ والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الجهاد باب من غلب العدو