قَال: "وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ طَيِّبَة جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ. صَلَّى اللهُ عَلَيكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ. فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ عَز وَجَلَّ. ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الأَجَلِ".
قَال: "وَإنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ -قَال حَمَّادٌ: وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا، وَذَكَرَ لَعْنًا- وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَث مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ. قَال فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وحاصل المعنى قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خرجت روح المؤمن من جسدها تلقاها ملكان فيصعدانها إلى السماء" قال حماد بسنده إلى أبي هريرة فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدحها طيب رائحتها وذكر في شبه رائحتها المسك (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويقول أهل السماء) إذا طلعت إليهم (روح طيبة) أي صالحة (جاءت) وطلعت (من قبل الأرض) وجهتها (صلى الله) تعالى (عليك) أيتها الروح الطيبة وأنعم عليك (و) أنعم (على جسد كنت) أنت (تعمرينه) أي جعلتيه معمورًا بالعمل الصالح بضم الميم يعني الجسد الذي كنت مقيمة فيه فصار معمورًا بك ففيه استعارة تصريحية تبعية شبه تدبيرها البدن بالعمل الصالح بعمارة من يتولى مدينة وعمرها بالعدل (فينطلق به) أي بذلك المؤمن، وحق العبارة أن يقال فينطلق بها أي بتلك الروح ولكن ذكره نظرًا إلى كونها بمعنى المؤمن (إلى ربه عزَّ وجلَّ) انطلاقًا يليق به سبحانه وتعالى نثبته ونعتقده لا نكيفه ولا نمثله ليس كمثله شيء (ثم يقول) الرب جل جلاله للملائكة (انطلقوا به) أي بهذا المؤمن إلى عليين مسكن الأبرار (إلى آخر الأجل) أي إلى نهاية مدة الدنيا، قال علي القاري في المرقاة [4/ 21] والمراد بالأجل هنا مدة البرزخ، وقال الطيبي: يُعلم من هذا أن لكل أحد أجلين أولًا وآخرًا ويشهد له قوله تعالى: {قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} أي أجل الموت وأجل القيامة، والحاصل أن الملائكة يؤمرون بإمساكها إلى القيامة حتى تدخل الجنة اهـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن الكافر إذا خرجت روحه، قال حماد) بسنده إلى أبي هريرة (وذكر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نتنها) أي من نتن روح الكافر وعفونتها ما يُتعجب منه وذكر الخراء في شبهها (وذكر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعنًا) لها من أهل السماء (ويقول أهل السماء روح خبيثة) أي خسيسة (جاءت من قبل الأرض، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقال) للملائكة من جهة الرب (انطلقوا) أي اذهبوا