مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلَّقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِب، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] قَال: "نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبرِ. فَيُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: ربِّيَ اللهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَز وَجَلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]

ـــــــــــــــــــــــــــــ

محمد بن جعفر) الهذلي البصري (حدثنا شعبة) بن الحجاج البصري (عن علقمة بن مرثد) الحضرمي الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (10) أبواب (عن سعد بن عبيدة) مصغرًا السلمي أبو حمزة الكوفي زوج بنت أبي عبد الرحمن السلمي، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (عن البراء بن عازب) بن الحارث بن عدي الأنصاري الأوسي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه روى عنه في (6) أبواب. وهذا السند من سداسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم توكيد لفظي لقال الأول أو قال البراء كما تدل عليه الرواية الآتية (نزلت) هذه الآية (في عذاب القبر) وسؤاله (فيقال له) أي للميت بعد الدفن (من ربك) أي مالكك ومعبودك (فيقول) المؤمن في الجواب (ربي الله ونبيّي محمد صلى الله عليه وسلم فذلك) أي فمصداق ذلك (قوله عزَّ وجلَّ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} أي على القول الحق وهي كلمة التوحيد (في الحياة الدنيا) بإقرارها واعتقاد معناها (وفي الآخرة) عند السؤال عنها قاله الطبري، وقال العيني: والقول الثابت هو كلمة التوحيد لأنها راسخة في قلب المؤمن، وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} لا إله إلا الله {وَفِي الْآخِرَةِ} قال المسألة في القبر، قال القرطبي: والمعنى أي يثبتهم في هذه الدار على التوحيد والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى يميتهم عليها وفي الآخرة عند المساءلة في القبر كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو المقصود وإن كان من قول البراء فهذا لا يقوله أحد من قبل نفسه ورأيه فهو محمول على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، وسكت البراء عن رفعه لعلم المخاطب بذلك والله تعالى أعلم، وقد قيل عن البراء أنه قال هما سؤال القبر وسؤال القيامة يعني يُرشد المؤمن فيهما إلى الصواب ويُصرف الكافر عن الجواب اهـ من المفهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015