أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. قَالَتْ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ. فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولَ. قَالَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَ أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيتِي. فَوَاللهِ، مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا. وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جميع أمورها (أكثر) أي أمر أكثر (من أنها جارية) أي بنت (حديثة السن) أي صغيرة (تنام عن عجين أهلها) لصغر سنها ورطوبة بدنها (فتأتي الداجن) أي الشاة المعلوفة في البيت (فتأكله) أي فتأكل الداجن العجين الذي وكلت بحفظه لكثرة نومها، والداجن بدال مهملة وبعد الألف جيم مكسورة فنون آخره الشاة التي تقتنى في البيت وتعلف فيه ولا تخرج إلى المرعى وقد يطلق على غيرها مما يألف البيوت من الطير وغيره، والعجين الدقيق المعجون بالماء ولفظ رواية مقسم عن عائشة عند أبي عوانة والطبراني (ما رأيت منها مذ كنت عندها إلَّا أني عجنت عجينًا لي فقلت احفظي هذه العجينة حتى أقتبس نارًا لأخبزها فغفلت فجاءت الشاة فأكلتها).
(قالت) عائشة: (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر) بالذال المعجمة أي طلب أن يعذر ويسمح له في انتقامه (من عبد الله بن أبي ابن سلول) ولا يلام على الانتصار منه (قالت) عائشة (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في استعذاره (وهو) صلى الله عليه وسلم (على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني) ويسمح لي ولا يلومني في الانتقام (من رجل قد بلغ أذاه) أي إذايته (في أهل بيتي) الغاية القصوى، وقوله: (من يعذرني) بفتح أوله وكسر المعجمة من باب ضرب أي من يقيم عذري إن كافأته على قبيح فعله أو ينصرني (من رجل) يريد ابن أبي، وفي رواية البخاري (قد بلغني أذاه) بنون الوقاية في أهل بيتي أي في زوجتي، قال القاضي: فيه شكوى السلطان غيره ممن يؤذيه، ومعنى من يعذرني أي من يقوم بعذري إن كافأته على سوء صنيعه ولا يلومني اه وقال بعضهم: من ينصرني والعذير الناصر (فوالله ما علمت على) ولأبي ذر في (أهلي إلَّا خيرًا) أي إلَّا براءة مما قالوا فيها (ولقد ذكروا) أي ذكر أهل الإفك في رميها (رجلًا) يعني صفوان بن معطل رضي الله عنه، وزاد الطبري في روايته (صالحًا) ووقع في رواية أبي أويس عند أبي عوانة والطبراني وكان صفوان بن معطل قعد لحسان فضربه ضربة قوية بالسيف وهو يقول: