قَالَتْ، وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا. فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لأُمِّي: يَا أُمَّتَاهْ، مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ. فَوَاللهِ، لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ، إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(أرسلني إلى بيت أبي فأرسل معي الغلام) (قالت) عائشة: (وأنا حينئذٍ) أي حين إذ استأذنته (أريد أن أتيقن) هذا (الخبر) وأتثبت فيه تعني خبر أهل الإفك (من قبلهما) أي من جهتهما (فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم) في إتيان أبويّ (فجئت أبوي فقلت لأمي) أم رومان (يا أمتاه) بسكون الهاء زيدت للندبة أو للوقف (ما يتحدث الناس) به أي أيَّ شيء يتحدثون به (فقالت) أمي: (يا بنية) تصغير بنت تصغير شفقة (هوِّني) الأمر (عليك) أي أمر الإفك فلا تهلك نفسك بالهمِّ، وفي رواية هشام (خففي عليك الشأن) (فوالله لقلّما) واللام فيه رابطة لجواب القسم مؤكدة له وقل فعل ماض من الأفعال الأربعة المكفوفة عن الفاعل بدخول ما الكافة عليها وهي قلما كثرما طالما قصرما وما كافة لها عن الفاعل وتكون قل للنفي (كانت) فعلى ماضٍ ناقص (امرأة) اسمها (قط) ظرف مستغرق لما مضى من الزمان ملازمة للنفي متعلق بكان (وضيئة) أي حسنة جميلة من الوضاءة وهو الجمال صفة لامرأة وفي نسخة لمسلم (حظية) أي ذات منزلة ووجاهة عند زوجها (عند رجل) خبر كان (يحبها) صفة رجل (ولها) خبر مقدم (ضرائر) مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية حال من الضمير المنصوب في يحبها (إلا كثرن) تلك الضرائر أو أصدقاء تلك الضرائر أو نساء زمانها أي إلَّا كثرن القول (عليها) أي على تلك المرأة الوضيئة أي القول في نقصها وعيبها والمعنى ما كانت قط امرأة وضيئة عند رجل يحبها والحال أن لها ضرائر إلَّا أكثرن تلك الضرائر أو أصحابها القول فيها بالعيب والنقص، ويحتمل كون ما في قلما مصدرية وجملة كان في تأويل مصدر فاعل قل وقط زائدة لعدم النفي في قل والمعنى قل كون امرأة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلَّا أكثرن القول فيها بالعيب والنقص.
قوله: (ولها ضرائر) جمع ضرة، وزوجات الرجل ضرائر لأن كل واحدة تتضرر بالأخرى بالغيرة والقسم وغيره والاسم منه الضِرُّ بكسر الضاد وحُكي ضمها. وقوله: (إلَّا كثرن) أي إلَّا أكثرن نساء زمانها القول في عيبها ونقصها فيكون الاستثناء منقطعًا أو