والمطاعم، ولا يكون له عنه شبع وإعراض، ولا يصدر عنه من ذلك استحياء وإغماض.
قوله [قال: فإذا أعطيت العافية إلخ] فإن السائل لما كرر عليه المسألة بعد الجواب علم أنه لعله استحقر الدعاء التي ذكرها لها فنبين فضيلتها بأنها جامع الدعوات (?)، وإنما لم يبين أول مرة ليكون أوقع في النفس.
قوله [اللهم خر لي إلخ] لعل المراد بالأول أن يقدر له الخير، وبالثاني أن يختار له من بين الأمور خيرًا، فالأول إشارة على محو الشر لو كتب له وثبت الخير مكانه، والثاني إلى إرجاع الخير إليه من حيث كان، أو يكون اللام زائدة، أي خرني اجعلني خيرًا، والتفاوت على هذا التقدير بين السؤالين ظاهر، فالأول سؤال عن أن يجعل الله ذاته ونفسه خيرًا، والثاني أن يجعل ما يكسبه ويحمله ويرد عليه من الأحوال والكيفيات وما يعامل به من الديانات والبياعات ومن يفتقر إليه في تمدنه وغير ذلك خيرًا لا شرًا خبيثًا.
قوله [الوضوء شطر الإيمان] وكذلك قوله في الرواية الثانية: الطهور شطر الإيمان، إن كان المراد بهما مطلق الطهارة فالشطر هو النصف (?)، وتنصيفه أن الإيمان الكامل إنما هو تحلية عن الرذائل وتحلية بالفضائل فحسبن والطهارة لها مرتب (?): طهارة الباطن عن الشرك، وطهارته عن المعاصي، وطهارته عن