يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ».
12 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». [الحديث 12 - طرفاه في: 28، 6236].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باب إطعام الطعام من الإسلام
12 - (تُطعم الطعامَ) أي: أن تُطعمَ. حُذف "أَنْ" وأُزيل أثرُها، كقولهم: تَسمعُ بالمُعيدي. . . وكقول الشاعر:
أَلاَ يا أيها الزاجري أحضر الوغى
(وتقرأُ السلام) -بفتح التاء- من القراءة. وحاصلُهُ: أن تُسَلّم. وإنما زاد فيه لفظ القراءة تفخيمًا له. ويروى بضم الياء من الإقراء. قال ابن الأثير في توجيه هذا: كأنك بالسلام عليه تحمله على أن يَقْرأ عليك السلام أي: تردّ (على من عرفتَ ومن لم تعرف) ليكون عبادةً لله تعالى، ولو ميزت به من تعرف فقد راءيتَ، وخَرَج عن كونه لله تعالى.
فإن قلتَ: هل فرقٌ بين الخير والأفضل؛ فإنه ذكر أولًا أفضل، وثانيًا خير؟ قلتُ: لا فرقَ بدليل ما روى مسلم: "خير" في موضع "أفضل" وليس هنا في مقابلة الشرّ كما يتوهم؛ لأن الكلام في أمور الإيمان وتفاضُلها.
فإن قلتَ: قال أولًا: "أفضلُ الإسلام من سَلِم المسلمون من لسانه"، وثانيًا: "خير