22 - باب النَّوْمِ مَعَ الْحَائِضِ وَهْىَ فِي ثِيَابِهَا
322 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِى سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْخَمِيلَةِ، فَانْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ مِنْهَا، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِى فَلَبِسْتُهَا، فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «أَنُفِسْتِ». قُلْتُ نَعَمْ، فَدَعَانِى فَأَدْخَلَنِى مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ. قَالَتْ وَحَدَّثَتْنِى أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باب: النوم مع الحائض وهي في ثيابها
322 - (سعد بن حفص) بسكون العين (شيبان) على وزن شعبان بشين معجمة ثم ياء مثناة تحت ثم باء موحدة (عن يحيى) هو ابن كثير (عن أبي سَلَمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف.
(أن أم سلمة قالت: حضت وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخميلة) كل ثوب له خمل، والخمل الهدب الذي يكون في حال النسج كالبسط ومناشف الحمام.
فإن قلت: قد سَلَف في باب: من سمى النفاس حيضًا أنها كانت معه في الخميصة؟ قلت: لا تنافي هي الخميصة وهي الخميلة باعتبار الوصفين.
(فانسللتُ) أي: خرجت خُفيةً لئلا يتأذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فأخذت ثياب حيضتي) -بكسر الحاء- أي: المعدة لتلك الحالة (فأدخلني معه في الخميلة) هي التي ذكرت قبل لأن المعرفة المعادة هي الأولى، فإن ذلك غير لازم. قال الله تعالى: ({وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} [المائدة: 48] مع أن الثاني غير الأول، بل لأنه معلوم أن في تلك الحالة لم تبدله بغيرها. قال بعضُ الشارحين: اللام في الخميلة إما للعهد الذهني، أو للجنس، ثم قال: ما الفرق بينهما؟ قلت: لا بد في العهد أن يكون المراد منه حصة من الماهية، والجنس هو نفس الماهية. هذا كلامه. وفساده لائح لعدم جواز إرادة الماهية من حيث هي؛ لأن النوم في الخميلة والخروج منها يقتضى وجودها ضرورة وإرادة الماهية إنما تجوز إذا لم يكن للحكم مستدعيًا للوجود في الخارج وعلى أن الصواب أن العهد خارجي، لأنه إشارة إلى خميلة بعينه، كقود هم: خرج الأمير.