20 - باب التَّسْلِيمِ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ
6254 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ أَخْبَرَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ، تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَهْوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِى الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ حَتَّى مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاَطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَفِى الْمَجْلِسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ لاَ تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ أَيُّهَا الْمَرْءُ لاَ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا، فَلاَ تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باب السلام في مجلس فيه أخلاط من المسلمين
روى في الباب حديث عيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعدَ بن عبادة راكبًا على الحمار مردفًا أسامة بن زيدٍ ثم مرَّ على مجلس فيه أخلاط الناس من المسلمين واليهود والمشركين فنزل ودعاهم إلى الله. والحديث تقدّم قريبًا في باب كنية المشركين. وموضع الدَّلالة أنّه لما مرَّ بهم سلَّم عليهم فدلّ على جواز السلام في مثله، لكن قالوا: ينوي السلام على المؤمن لما روى مسلمٌ: "لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام" وأمَّا قول إبراهيم صلوات الله عليه لأبيه: {سَلَامٌ عَلَيْكَ} [مريم: 47] وقوله تعالى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَقُلْ سَلَامٌ} [الزخرف: 89] فليس المراد التحيَّة بل المتاركة بطريق جميل.
6254 - (مَعمَر) بفتح الميمين وسكون العين. (عُبادة) بضمِّ العين وتخفيف الباء (أخلاط) -بفتح الهمزة- جمع خِلط، بكسر الخاء (وفيهم عبد الله بن أبيٍّ ابن سلول) بتنوين أبيِّ وإثبات الألف في ابن لأنه صفة عبد الله. فإنّ سلول أمُّه لا أمّ أبيٍّ لعن الأصل والفرع (فلما غشيت القوم عجاجة الدابة خمَّر أنفه) بالخاء المعجمة وتشديد الميم أي: غطَّاه. (لا أحسن ممّا تقول إن كان حقًّا) شرطٌ تقدَّم جزاء وما يدل عليه، وقوله: (فلا تُؤذنا به) جواب