قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ أَىْ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ كَقَوْلِهِ (هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ (فَانْصَبْ) فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ. وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (أَلَمْ نَشْرَحْ) شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ.

95 - سورة وَالتِّينِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ هُوَ التِّينُ وَالزَّيْتُونُ الَّذِى يَأْكُلُ النَّاسُ. يُقَالُ (فَمَا يُكَذِّبُكَ) فَمَا الَّذِى يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاسَ يُدَانُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، كَأَنَّهُ قَالَ وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــ

يثقل عليه من عدم علمه بالأحكام، والأحسن أن يحمل على ما كان يلقاه من قومه وإعراضهم عن الإسلام {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5]: إن مع ذلك العسر يسرًا آخر) هذا على قانون العربية أن النكرة المعادة غير الأولى، والمعرفة عينها (لن يغلب عسر يسرين) روي مرفوعًا، وفي "موطأ مالك" أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة: مهما ينزل بعبد من سوء يجعل الله له فرجًا، ولن يغلب عسر يسرين. (فانصب في حاجتك) إذا فرغت من الصلاة، فاجتهد في الدعاء لمطالبك فإنه مظنة الإجابة، وقد روى ابن حبان والطبري والشافعي أن جبريل قال: يقول ربك: أتدري يا محمد كيف رفعت ذكرك؟ قال: "الله أعلم" [قال]: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي".

سورة التين

{فَمَا يُكَذِّبُكَ} [التين: 7]: فما الذي يكذبك كأنه قال: ومن يقدر) بمن دلالة على أن ما بمعنى من، وهذا كما في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: 5] وإذا أريد الوصف (يدانون) يجاوزون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015