وَقَالَ مُجَاهِدٌ (بِهَذَا الْبَلَدِ) مَكَّةَ لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ. (وَوَالِدٍ) آدَمَ (وَمَا وَلَدَ) (لُبَدًا) كَثِيرًا. وَ (النَّجْدَيْنِ) الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. (مَسْغَبَةٍ) مَجَاعَةٍ (مَتْرَبَةٍ) السَّاقِطُ فِي التُّرَابِ. يُقَالُ (فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) فَلَمْ يَقْتَحِمِ الْعَقَبَةَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ فَسَّرَ الْعَقَبَةَ فَقَالَ (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ). {في كبد}: شدة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ (بِطَغْوَاهَا) بِمَعَاصِيهَا. (وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا) عُقْبَى أَحَدٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سورة {لَا أُقْسِمُ} [البلد: 1]
([وقال] مجاهد: البلد مكة ليس عليك ما على الناس من الإثم) يريد تفسير قوله: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} [البلد: 2] يحل لك القتال، ولم يحل لأحد قبلك، وفيه نظر، فإن السورة مكية، وحل البلد له ساعة واحدة من يوم الفتح، أو أراد أنهما بمعنى الواوي واليائي، وهو ظاهر كلام ابن الأثير. وقال صاحب "الكشاف": يريد أن من المكائد أن تستحل أنت في مثل هذا البلد. قال: وهذا يلائم قوله بعده: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]) قلت: الأحسن أن يكون من الحلول، فإنه أقسم بالبلد المعظم، وأكد تعظيم المقسم به بحلول مثله فيه الإقسام به مقرون بزمان حلولك، ولا يرد أن الإقسام أزلي؛ لأنه ملحوظ فيه ذلك كالبلد المقسم به، فإنه حادث أيضًا {لُبَدًا} [البلد: 6] كثيرًا) من اللبد وهو الجمع (و {النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]: الخير والشر) النجد لغة: ما ارتفع، عبر عن الخير والشر به إشارة إلى غاية البيان والوضوح.
سورة الشمس