أَهْلُ عَمُودٍ لاَ يُقِيمُونَ. (سَوْطَ عَذَابٍ) الَّذِى عُذِّبُوا بِهِ (أَكْلاً لَمًّا) السَّفُّ. وَ (جَمًّا) الْكَثِيرُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ كُلُّ شَىْءٍ خَلَقَهُ فَهْوَ شَفْعٌ، السَّمَاءُ شَفْعٌ وَالْوَتْرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَقَالَ غَيْرُهُ (سَوْطَ عَذَابٍ) كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ يَدْخُلُ فِيهِ السَّوْطُ. (لَبِالْمِرْصَادِ) إِلَيْهِ الْمَصِيرُ. (تَحَاضُّونَ) تُحَافِظُونَ، وَيَحُضُّونَ يَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ. (الْمُطْمَئِنَّةُ) الْمُصَدِّقَةُ بِالثَّوَابِ. وَقَالَ الْحَسَنُ (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ) إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْضَهَا اطْمَأَنَّتْ إِلَى اللَّهِ، وَاطْمَأَنَّ اللَّهُ إِلَيْهَا، وَرَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ، وَرَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَمَرَ بِقَبْضِ رُوحِهَا، وَأَدْخَلَهَا اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَجَعَلَهُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. وَقَالَ غَيْرُهُ (جَابُوا) نَقَبُوا مِنْ جِيبَ الْقَمِيصُ قُطِعَ لَهُ جَيْبٌ. يَجُوبُ الْفَلاَةَ يَقْطَعُهَا (لَمًّا) لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بإضافة عاد إلى إرم، ومنع صرفه لزم لأنه اسم القبيلة، وأما بدون الإضافة فبدل أو بيان، وإرم: هو ابن سام بن نوح، وعاد: اسم ابن عوض بن ردم، وقيل: إرم اسم المدينة وهو الظاهر من قوله تعالى: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} [الفجر: 8] ({أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19] السفّ) -بالمهملة وتشديد الفاء- من سف الدواء إذا أكثر منه، ورواه بعضهم بالمعجمة ومعناه: الزائد، فيرجع إلى معنى المهملة، وقال الجوهري: السف أن يأكل نصيبه ونصيب صاحبه، وهذا أنسب بأكل التراث، وقال صاحب "الكشاف": الملم: المجمع بين الحلال والحرام ({سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13] كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوط) هذا لا يصح في تفسير الآية، بل المراد: العذاب الذي عذبوا به. قال صاحب "الكشاف": والتعبير عن ذلك العذاب بالسوط إشارة إلى أن ما أعده الله لهم من العذاب هذا بمثابة سوط منه {جَابُوا} [الفجر: 9]: نقبوا من جِيبَ القميص) بكسر الجيم على بناء المجهول إذا جعل له جيب (يجوب الفلاة: يقطعها) إشارة إلى أن الياء من جيب مقلوبة من الواو، وحمله على أنه مثل: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} [الأعراف: 44] بعيد.