مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ». طرفه 4623
3523 - حَدَّثَنَا زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ أَخْزَمَ - قَالَ أَبُو قُتَيْبَةَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنِى مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الْقَصِيرُ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو جَمْرَةَ قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسِ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِإِسْلاَمِ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قُلْنَا بَلَى. قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ كُنْتُ رَجُلاً مِنْ غِفَارٍ، فَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِىٌّ، فَقُلْتُ لأَخِى انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ كَلِّمْهُ وَأْتِنِى بِخَبَرِهِ. فَانْطَلَقَ فَلَقِيَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقُلْتُ مَا عِنْدَكَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ وَيَنْهَى عَنِ الشَّرِّ. فَقُلْتُ لَهُ لَمْ تَشْفِنِى مِنَ الْخَبَرِ. فَأَخَذْتُ جِرَابًا وَعَصًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَجَعَلْتُ لاَ أَعْرِفُهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ فَمَرَّ بِى عَلِىٌّ فَقَالَ كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ. قَالَ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مهملة، أمعاءه (وكان أول من سيب السوائب) أي: هو الذي ضع هذه البدعة الملعونة، وقد أسلفنا عنه أنه هو الذي أدخل عبادة الأصنام في أرض العرب، وأول صنم في العرب هبل الذي اشتراه من أرض الشام، وهو أول من بدّل شريعة إبراهيم خليل الله، فقد فاز بالرقيب والمعلي في مضمار الشقاوة، عفانا الله منها بمنه وكرمه، وثبَّت قلوبنا وأقدامنا على صراطه المستقيم.
باب قصة إسلام أبي ذر
وفي بعض النسخ قصة زمزم وحديث الباب واحد وإنما الاختلاف في الترجمة لا غير.
3523 - (ابن أخزم) بالخاء والراء المعجمتين (أبو قتيبة) بضم القاف، اسمه: سلم بفتح السين وسكون اللام (أبو جمرة) بالجيم، نصر بن عمران (ألا أخبركم بإسلام أبي ذر) واسمه جندب (فقلت لأخي: انطلق إلى هذا) اسم أخيه أنيس مصغر (فجعلت لا أعرفه) من الأفعال الناقصة، فكنت لا أعرف (وكنت أكره أن أسأل عنه) لئلا يُخبقر أحد بخلاف ما هو عليه، أو يصاب بمكروه (فمرّ بي عليٌّ، فقال: كأن الرجل غريب؟).
فإن قلت: في رواية مسلم: أنه لقي رسول الله يطوف بالليل بعد أن أقام ثلثين بين يوم