فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِى. وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِى. وَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا. فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبُ بِشِبْرٍ، فَغُفِرَ لَهُ».
3471 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ «بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ». فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ. فَقَالَ «فَإِنِّى أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - وَمَا هُمَا ثَمَّ - وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّى فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لاَ رَاعِىَ لَهَا غَيْرِى». فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ. قَالَ «فَإِنِّى أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ». وَمَا هُمَا ثَمَّ.
وَحَدَّثَنَا عَلِىٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ. طرفه 2324
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فيه رجلًا يرشدك وفي الرواية الأخرى قال له هذا الرجل: "ومن يدخل بينك وبين ربك؟ " (فأدركه الموت فناء بصدره نحوها) أي: مال إلى صوب القرية التي بهذا ذلك المرشد (فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب) فإنه لم يكن تاب بل كان عازمًا على التوبة ولم يكن ذلك العزم توبة، ولذلك أمر الله أن يتقرب تلك الأرض التي بينه وبين ذلك، وفي الحديث دلالة على فضل العالم على العابد، وفيه دلالة أيضًا على أن الله إذا رضي على عبد يرضي خصماءه عنه، ومناط الأمر فيها لله تعالى.
3471 - (عن الأعرج عن أبي سلمة) وفي بعضها بدون أبي سلمة، وذلك صحيح أيضًا، فإن الأعرج يروي عن أبي هريرة بلا واسطة أيضًا (بنيا رجل يسوق بقرة إذ ركبها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلَّم؟ فقال: إني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمرو لم يكونا هناك) وفائدة هذا القيد أنه لكمال اعماده على إيمانهما أخبر عن حالهما مع غيبتهما (فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري) يريد يوم القيامة، وقيل: يوم العيد، وقيل: يوم الفتن، وإيراده في هذا الباب يدل على أن هذا كان في بني إسرائيل، لكن نقل ابن الأثير في النهاية أن هذا كان في مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمكين الجمع.