ثُمَّ قَرَأَ {إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102] [طرفه في: 117]
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «إِسْبَاغُ الوُضُوءِ الإِنْقَاءُ».
139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثم قرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102].
استدل بالآية على أن رؤيا سائر الأنبياء وحي، ويلزم منه أن لا يكون نومُهم ناقضًا، ومن فقه الحديث: استحبابُ قيام الليل، وجواز الاقتداء في النوافل، واستحباب القيام على يمين الإمام إذا كانا اثنين، وإن قام على يساره فللإمام أن يُحَوّله إلى يمينه، ومثله لا يكون مكروهًا ومبطلًا.
باب: إسباغ الوضوء
الإسباغ: إفعال من السبوغ وهو الشمول والتمام.
(وقال ابن عمر: إسباغ الوضوء: الإنقاء) -بكسر الهمزة، والقاف والمد-: التطهير والتنظيف من النقاء -بفتح النون والمد -وهو النظافة وهذا تفسيرٌ للإسباغ باللازم.
139 - (عبد الله بن مَسْلَمة) بفتح الميم واللام (كُريب) بضم الكاف على وزن المصغر (أسامة) بضم الهمزة (ابن زيد) ابن حارثة، حِبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن حِبّه، أمه أم أيمن حاضنةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكان يقول: "هذه أمي بعد أمي". وستأتي مناقبه.
(دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عرفة حتى إذا كان بالشِّعب) دفع: فعل متعدّ، قال ابن الأثير: تقديره: دفع نفسه أو ناقته.
قال بعضُ الشارحين: فإن قلتَ: عرفة اسم الزمان وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، فما المراد منه؟ قلتُ: المراد إما الزمان أي رجع من وقوف عرفة بعرفات، وإما المكان. هذا