عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «فِيهِ الوُضُوءُ». [الحديث 132 - طرفاه في: 178، 269].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باليمين العين. مناقبُهُ لا تُحصى، وعند بعض الروافض أنه الإمام المهدي المنتظر، وأنه مقيمٌ بجبل رضوى، ولهم في ذلك أشعارٌ.
(عن علي قال: كنت رجلًا مَذّاءً) -بفتح الميم وتشديد الذال المعجمة- من المذي -بفتح الميم وذال ساكنة- ماء أبيض يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء أو تخيُلهِنّ (فأمرتُ المقداد) -بكسر الميم بعده قاف- هو ابن عمرو البهراني ثم الكندي ثم الزهري، اشتهر بابن الأسود، لأن أسود بن عبد يغوث تَبَنّاه، وقيل: تزوج أُمَّه، ويجوزُ وقوعُ الأمرين، من السابقين الأولين والموصوفين بالشجاعة شهد بدرًا، قيل: ولم يكن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فارسٌ سواه، وله كلامٌ سيأتي حين شاور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأصحاب في غزوة بدر، يدل على علو كعبه في الدين والشجاعة (فقال: فيه الوضوء) وكان الأمر فيه مشتبهًا على عليٍ، لأنه ليس من جنس البول، ولا من جنس المني.
ومن فقه الحديث: أن الأحرى بالأصهار أن لا يذكروا شأن المرأة مع الأحماء. وفيه أن معرفة فروع الدين يكفي فيه خبر الواحد، والاكتفاء بالظن مع القدرة على اليقين. والظاهر أن عليًّا لم يكن حاضرًا عنده، لقوله: يغسِلُ ذكره.
فإن قلتَ: قد جاء في الرواية الأخرى: "اغسِلْ ذكرك". قلتُ: الخطاب للمقداد كأنه ظن أنّه السائل، لكن في رواية النسائي أنه سأله وعليٌ حاضر. ولا يقدحُ في الاستدلال بخبر الواحد، لأن عليًّا لم يقل: اسأله وأنا حاضر.