ائْتِيَا أَبَا سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ. فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ وَأَخُوهُ فِي حَائِطٍ لَهُمَا يَسْقِيَانِهِ، فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ فَاحْتَبَى وَجَلَسَ فَقَالَ كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ الْمَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَقَالَ «وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ». طرفه 447
2813 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا رَجَعَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الخلفاء العباسية، ولد في اليوم الَّذي قتل في الليلة بعدها علي بن أبي طالب.
(ائتيا أبا سعيد الخدري، فأتيناه، وهو وأخوه في حائط) أي: في حديقة له، واعترض الدمياطي بأن ذكر الأخ وهْمٌ، إذ لم يكن لأبي سعيد الخدري أخ غير قتادة بن النعمان، وقتادة مات في خلافة عمر بن الخطاب، وتكلف بعضهم، فقال: يجوز أن يريد أخًا له من الرضاع أو الإسلام.
(وَيْحَ عمار) كلمة ترحُّم، وانتصابه على المصدر من غير لفظ (تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار) إلى أسبابه ومقدماته، قال ابن بطال وتبعه غيره: الدعاء حين كان بمكة بين المشركين، وهذا غلط، إذ الضمير في "يدعوهم" عائد إلى "الفئة الباغية"، وكأنه استبعد أن يكون المؤمن داعيًا إلى النار، وذهل عن معنى البغي، وعن قوله: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَال} [يونس: 10] وقد حمل البخاري سبيل الله على أعم من الجهاد، ولذلك أورد هنا حديث عمار في بناء المسجد، وحديث من اغبرت قدماه في المشي إلى الجمعة.
باب الغسل بعد الحرب والغبار
أي: وغسل الغبار، يريد أن لا بأس بالغسل، وإن كان من آثار العبادة.
2813 - (محمد) هو ابن سلام، كذا جاء مصرحًا في بعضها (عَبْدَة) بفتح العين، وسكون الموحدة، لقب عبد الله بن عمرو المروزي.
(أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رجع يوم الخندق) فيه تسامح لأن يوم الرجوع لم يكن يوم الخندق، بل بعده، وهذه غزوة الأحزاب، وستأتي مفصَّلةٌ إن شاء الله تعالى.