رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَائِطِى، وَلَمْ يَكْسِرْهُ لَهُمْ، وَلَكِنْ قَالَ «سَأَغْدُو عَلَيْكَ». فَغَدَا عَلَيْنَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَطَافَ فِي النَّخْلِ، وَدَعَا فِي ثَمَرِهِ بِالْبَرَكَةِ، فَجَدَدْتُهَا، فَقَضَيْتُهُمْ حُقُوقَهُمْ، وَبَقِىَ لَنَا مِنْ ثَمَرِهَا بَقِيَّةٌ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ جَالِسٌ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِعُمَرَ «اسْمَعْ - وَهْوَ جَالِسٌ - يَا عُمَرُ». فَقَالَ أَلاَّ يَكُونُ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ. طرفه 2127
وَقَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَابْنِ أَبِى عَتِيقٍ وَرِثْتُ عَنْ أُخْتِى عَائِشَةَ بِالْغَابَةِ، وَقَدْ أَعْطَانِى بِهِ مُعَاوِيَةُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَهُوَ لَكُمَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذمته. لكن هذا على ظاهره غير مستقيم، لأن الميت لا يمكن الهبة له، ولكن أشرنا إلى أن هذه الهبة في الحقيقة إبراء وإسقاط لما في ذمته. فلا فرْقَ حينئذ بين الحي والميت.
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر: اسمع وهو جالس).
فإن قلت: تقدم أنه قال لجابر: أخبر عمر بن الخطاب؟ قلتُ: قد أشرنا هناك إلى أن قضية جابر مع الغرماء متعددة. ولو كانت متحدة فالوجه أنه قال له: أخبره، ثم لما حَضَر عمر خاطبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك.
(أَلاَ يكون قد عَلِمنا أنك رسول الله؟) استفهام الإنكار دخل على النفي، فأفاد الإثبات. أي: كونك على صفة الرسالة قد علمنا قبل هذه المعجزة (واللهِ إنك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أكدّ الكلام توكيدًا وتقريرًا لعلمه لا نظرًا إلى المخاطب. وهذا نوع من البلاغة. ذكره المحققون من علماء البلاغة.
باب هبه الواحد للجماعة
(قالت أسماء للقاسم بن محمد) هو ابن أخيها محمد بن أبي بكر (وابن أبي عَتيق) عبيد الله، وأبو عتيق كنية محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر (ورثتُ من أختي عائشة مالًا بالغابة) أي: أرضًا، والغابة موضع معروف (فهو لكما) هذه هبة الواحد للجماعة، لأن الاثنين جماعة.