17 - باب إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ

2459 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ». طرفاه 34

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فإن قلت: حكمه لا يخلو إما أن يكون بالوحى أو بالاجتهاد؛ فإن كان وحيًا فلا يحتمل الخطأ، وإن كان اجتهادًا فلا يقرر خطؤه؛ بل ينبه عليه، فكيف يكون ما حكم به قطعة من النار؟. قلت: أراد زجرهم الإقدام على الدعاوي الباطلة؛ ظنًّا منهم أن حكمه يحلل ذلك، وأيضًا ربما أتلف المحكوم له ذلك المال، ولم يكن له وفاء.

باب إذا خاصم فجر

2459 - (بشر) بالباء الموحدة وشين معجمة (عن عبد الله بن مرّة) بضم الميم وتشديد الراء (أربع من كن فيه كان منافقًا) أي: خالصًا؛ كما جاء في رواية أي: أربع خصال. والحديث سلف مع شرحه في باب علامات النفاق في كتاب الإيمان، وموضع الدلالة هنا: "إذا خاصم فجر" أي: أتى بالفجور، وهو يطلق على كل معصية.

فإن قلت: قد جاء في الرواية الأخرى: "وإذا اؤتمن خان"؟ قلت: مفهوم العدد لا يفيد الحصر، ولئن سلم ذلك إذا لم يعارضه منطوق، والأوصاف الذميمة كلها من صفات المنافق.

فإن قلت: الخلف في الوعد نوع من الكذب؟ قلت: هو من عطف الخاص على العام نصًّا على زيادة قبحه على مطلق الكذب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015