47 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ المَنْجُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أهل الجنَّة، فلينظر إلى هذا". وقد علَّقه هنا بالشّرط ولم يجزم به؟ قلتُ: إن كان السائل متعددًا فلا إشكال، وإن كان واحدًا فلعلّه لم يكن عالمًا بكونه من أهل الجنَّة إلَّا بعد ذلك. أو قال أولًا له مواجهة معلقًا بشرط صدقه، لئلا يغترّ، ثم لمّا ولّى جَزَم بذلك لأصحابه حتَّى ينبّه على أنَّه من أتى بمثل فعله فهو مثلُه من المفلحين. وفي الحديث دلالةٌ على أن من أتى بالواجبات فهو من المفلحين.
باب: اتباع الجنائز من الإيمان
الاتباع: بتشديد التاء مصدر اتّبع. والجنائز جمع جَنازة وهي بفتح الجيم وكسرها: الميّت وسريره. وقيل: بالكسر: السريرُ، وبالفتح: الميّت.
47 - (أحمد بن علي المَنْجُوفيُّ) نسبةً إلى جَده الأعلى، بفتح الميم وسكون النون. (رَوْح) بفتح الراء والحاء المهملة (الحسن) هو أبو سعيد الإمامُ البصري، أفضلُ التّابعين في علم الآخرة، ومعرفةِ أحوال الإنسان، أدرك مئة وعشرين من الصّحابة. والأكثرون على أنَّه لم يلقَ أبا هريرة، ولذلك أتبعه البُخاريّ لمحمد بن سيرين، و (محمد). بالجر عطف على الحسنِ، وهو ابن سيرين، صاحب علم التعبير. قال الواقدي: ابنُ سيرين مولى أنس بن مالك، كان من سبي عين التمر فكاتبه أنس على عشرين ألف درهم، وابنه محمد: تابعي جليل القَدْرِ لا سيّما في علم الحديث. وكان لا يرى رواية الحديث بالمعنى. قال ابن المديني: أصحّ الأسانيد: ابن سيرين عن عُبيدة السَّلْماني.
(من اتّبع جنازة مسلم حتَّى يُصَلّى عليها ويفرغ من دفنها، فإنَّه يرجع من