ابْنُ حَزْمٍ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِى خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً. قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا. فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ. فَقَالَ هِىَ خَمْسٌ وَهْىَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ. فَقُلْتُ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وتدبيره في خلقه سبحانه وتعالى لا يعلم الغيب إلا هو الغني عن الاستذكار بتدوين الكتب والاستثبات بالصحف أحاط بكل شئ علماً وأحصى كل شئ عدداً. قوله (قال ابن حزم وأنس) الظاهر أنه من جملة مقول ابن شهاب ويحتمل أن يكون تعليقاً من البخاري وليس بين أنس وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر أبي ذر ولا بين ابن حزم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر ابن عباس وأبي حبة فهو إما من قبيل المرسل وإما أنه ترك الواسطة اعتماداً على ما تقدم آنفاً مع أن الظاهر من حال الصحابي أنه إذا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكون بدون الواسطة فلعل أنساً سمع هذا البعض من الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والباقي سمعه من أبي ذر. قوله (إلى ربك) أي إلى الموضع الذي ناجيت ربك أولاً و (الشطر) هو النصف ففي المراجعة الأولى وضع خمس وعشرون وفي الثانية ثلاثة عشر يعني بتكميل المنكسر إذ لا معنى لوضع بعض صلاة وفي الثالثة سبعة وقد يقال المراد به البعض وهو ظاهر. قوله (هي خمس) أي بحسب الفعل (وهي خمسون) أي بحسب الثواب كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" قوله (لا يبدل) أي قال تعالى لا يبدل قول مساواة الخمس الخمسين في الثواب. فإن قلت لم لا يكون معناه لا تنقص عن الخمس ولا لبدل الخمس إلى أقل من ذلك. قلت لا يناسب لفظ استحييت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015