عَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ: {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
... ....... ...
أمر من باب الأفعال وتسلم بفتح اللام فعل مضارع من سلم يسلم وهو مجزوم الميم لأنه جواب الأمر أي إن أسلمت تبقى سالماً وهي آية في البلاغة اللفظية والمعنوية وهو من باب جوامع الكلم. قوله: (يؤتك الله) إما جوابٌ ثان للأمر وغما بدل أو بيان للجواب الأول وفي بعض الروايات تكرر لفظ أسلم هكذا: أسلم تسلم أسلم يؤتك الله. و (مرتين) أي مرة للإيمان بنبيهم ومرة للإيمان بنبينا صلى الله عليه وسلم. قوله:: (فإن توليت) أي أعرضت عن الإسلام (فإن عليك إثم اليريسين) بفتح الياء التحتانية وكسر الراء وبالياء الساكنة والسين المهملة ثم الياء الساكنة هو جمع يريس على وزن فعيل وقد تقلب الياء الأولى بالهمزة فيقال الأريسين وروى أيضاً بياءين بعد السين جمع يريسي منسوب إلى يريسي وروى الإريسين بكسر الهمزة وكسر الراء المشددة وياء واحدة بعد السين وهم الأكارون الزراعون وجاء في بعض الروايات في غير الصحيح فإن عليك إثم الأكارين التيمي؛ الأصل الأريس فأبدل الهمزة بالياء. وأقول هو على عكس المشهور ثم أنه على التقادير معناه أن عليك إثم رعاياك الذين يتبعونك وينقادون بانقيادك ونبه بهؤلاء على جميع الرعايا لأن الزراعين كانوا هم الأغلب فيهم ولأنهم أسرع انقياداً فإذا أسلم أسلموا وإذا امتنع امتنعوا ويحتمل أن يراد أن توليت فالمجوس يقلدونك فيه فيحصل عليك إثمهم وقيل المراد منهم أتباع عبد الله بن أريس الذي تنسب الأروسية من النصارى إليه وتقديم لفظ عليك على اسم إن مفيد للحصر أي ليس إثمهم إلا عليك فإن قلت وكيف يكون إثم ممضية غيره وقال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) قلت المراد أن إثم الإضلال عليه والإضلال أيضاً وزره كالضلال على أنه معارض بقوله: تعالى: (وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم) الجوهري: الأريس على مثال الفعيل والأريس مشدد على مثال الفسيق الأكار فالأول جمعه الأريسون والثاني الأريسيون وأرارسة وأواريس والفعل منه أرس يأرس إرساً وقوله: م للإريس أريسي كقول العجاج:
*والدهر بالإنسان دواري*
أي دوار وكان أهل السواد ومن هو على دين كسرى أهل فلاحة وكان الروم أهل أثاث وصنعة فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وإن كانوا أهل كتاب فإن عليهم من الإثم إن لم يؤمنوا به مثل إثم المجوس الذين لا كتاب لهم وأقول فلقوله: فإن عليك إثم الأريسين بحسب المعنى احتمالات ثلاثة. قوله: (تعالوا) بفتح اللام أصله تعالووا لأنه من العلو فأبدلت الواو ياء لوقوعها رابعة فصار تعاليوا فقلبت الياء ألفاً فاجتمع الساكنان فحذف الألف وهو وإن كان الطلب المجئ إلى علو لكنه صار أعم من ذلك في الاستعمال. و (سواء) أي مستوية وتفسير