الرَّحْمَنِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

علامة التأنيث قلت التسوية بينهما جائزة لا واجبة أو وجوبها في المفرد لا في المثنى أو أنثها لمناسبة الخفيفة والثقيلة لأنها بمعنى الفاعلة لا المفعولة أو هذه التاء هي لنقل اللفظ من الوصفية إلى الإسمية وقد يقال هي فيما لم يقع بعد بقول خذ ذبيحتك للشاة التي لم تذبح وإذا وقع عليها الفعل فهي ذبيح. فإن قلت لم خصص لفظ الرحمن من بين سائر الأسماء الحسنى قلت لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى على عبده حيث يجازى على العمل القليل بالثواب الكثير وفيه فضيلة عظيمة للكلمتين تقدم في آخر كتاب الدعوات أن من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر والمقصود من ذكر الخفة والثقل بيان قلة العمل وكثرة الثواب، فإن قلت قد نهى صلى الله عليه وسلم عن السجع قلت ذلك فيما كان كسجع الكهان في كونه متكلفا أو متضمنا لباطل، قوله {سبحان} مصدر لازم النصب بإضمار الفعل وهو علم للتسبيح والعلم على نوعين علم جنسي وعلم شخصي ثم أنه تارة يكون للعين وأخرى للمعنى فهذا من العلم الجنسي الذي للمعنى. فإن قلت لفظ سبحان الله واجب الإضافة فكيف الجمع بين الإضافة والعلمية قلت ينكر ثم يضاف، فإن قلت ما معنى التسبيح قلت التنزيه يعني أنزه الله تنزيها مما لا يليق به تعالى. فإن قلت {وبحمده} معطوف فما المعطوف عليه قلت الواو للحال أي وأسبحه متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه لي للتسبيح ونحوه أو لعطف الجملة على الجملة أي أسبح وألتبس بحمده فإن قلت فإن قلت ما الحمد قلت له تعريفان والمختار أنه هو الثناء على الجميل الاختياري على وجه التعظيم واعلم أن لله تعالى صفات عدمية مثل أنه لا شريك له ولا جهة له وسائر التنزيهات وتسمى بصفات الجلال وصفات وجودية مثل أنه لا شريك له ولا جهة له وسائر التنزيهات وتسمى بصفات الإكرام اقتباسا من قوله تعالى {ذو الجلال والإكرام} فالتسبيح إشارة إلى الأولى والتحميد إلى الثانية وأطلق اللفظين يعني ترك التقييد المتعلق يشعر بالعموم فكأنه قال أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بجميع الكمالات. والنظم الطبيعي يقتضي إثبات التخلية أولا عن النقائص ثم التحلية ثانيا بالكمال فلهذا قدم التسبيح على التحميد وفيه نكتة أخرى وهي أنه ذكر أولا لفظ الله الذي هو اسم للذات الجامعة لجميع الصفات العليا والسماء الحسنى ثم وصفه بالعظيم الذي هو شامل لسلب ما لا يليق به وإثبات ما يليق إذ العظمة المطلقة الكاملة مستلزمة لعدم الشريك والتجسيم ونحوه وللعلم بكل المعلومات والقدرة بكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015