وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْقُسْطَاسُ الْعَدْلُ بِالرُّومِيَّةِ وَيُقَالُ الْقِسْطُ مَصْدَرُ الْمُقْسِطِ وَهُوَ الْعَادِلُ وَأَمَّا الْقَاسِطُ فَهُوَ الْجَائِرُ
7108 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذو لسان وكفتين والله تعالى يجعل الأعمال والأقوال كالأعيان موزونة أو توزن صحفها وقيل هو ميزان كميزان الشعر وفائدته إظهار العدل والمبالغة في الإنصاف والإلزام قطعا لأعذار العبد، قوله {مجاهد} هو ابن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة المكي المفسر قال في قوله تعالى {وزنوا بالقسطاس المستقيم} {القسطاس} أي بضم القاف وكسرها العدل بلغة أهل الروم. فإن قلت {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} يمنع ذلك قلت وضع العرب فيها وافق لغتهم أي هو من باب توافق الوضعين وللأصوليين في أمثاله مباحث. قوله {القسط} بالكسر مصدر المقسط. فإن قلت مصدره الإقساط لا القسط قلت المراد المصدر المحذوف الزوائد نظرا إلى أصله فهو مصدر مصدره إذ لإخفاء أن المصدر الجاري على فعله هو الإقساط والمقسط هو العادل قال تعالى {إن الله يحب المقسطين} و {القاسط} هو الظالم قال تعالى {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا} فإن قلت المزيد لا بد أن يكون من جنس المزيد عليه قلت إما أن يكون المقسط من القسط بالكسر وإما أن يكون من القسط بالفتح الذي هو بمعنى الجور والهمزة للسلب والإزالة. قوله {أحمد بن إشكاب} بكسر الهمزة وبفتحها وسكون المعجمة وبالكاف وبالموحدة غير منصرف وقيل هو منصرف الصفار الكوفي ثم المصري و {محمد بن فضيل} مصغر الفضل الضبي بالمعجمة والموحدة و {عمارة} بضم المهملة وخفة الميم وبالراء ابن القعقاع بفتح القافين وتسكين المهملة الأولى الضبي أيضا و {أبو زرعة} بضم الزاي وإسكان الراء وبالمهملة هرم بفتح الهاء وكسر الراء البجلي وبالموحدة والجيم المفتوحتين والأربعة كلهم كوفيون. قوله {كلمتان} أي كلامان وتطلق الكلمة عليه ما يقال كلمة الشهادة و {الحبيبتان} المحبوبتان بمعنى المفعول لا بمعنى الفاعل والمراد محبوبية قائلها ومحبة الله تعالى للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم. فإن قلت فعيل بمعنى المفعول لا سيما إذا كان موصوفه مذكورا معه يستوي فيه المذكر والمؤنث فما وجه لحوق