، وَمَا أَصَابَهُ مِنَ الأَذَى، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، ثُمَّ نَحَّى رِجْلَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، هَذِهِ غُسْلُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ
249 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِى إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِىُّ صَلَّى الله عليه وسلّم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْفَرَقُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالأذى. قلت الظاهر أنه هو المستقذر الطاهر. قوله (غسل) بضم الغين (وهذه) إشارة إلى الأفعال المذكورة وفي بعضها هذا بلفظ المذكر نظراً إلى تذكير الخبر قال ابن بطال واعلم أن العلماء يجمعون على استحباب الوضوء قبل الغسل اقتداءً برسول الله صَلَّى الله عليه وسلّم وأما الوضوء بعد الغسل فلا وجه له عندهم قال ويحتمل أن يكون تقديم الوضوء عليه لفضل أعضاء الوضوء وما روي عن علي رضي الله عنه أنه كان يتوضأ بعد الغسل لو ثبت لكان إنما فعله لانتقاض وضوئه أو شك فيه (باب غسل الرجل مع امرأته قوله (آدم) أي ابن أبي إياس بكسر الهمزة وبخفة التحتانية تقدم في أول كتاب الإيمان و (ابن أبي ذئب) بكسر الذال المعجمة محمد بن عبد الرحمن القرشي مر في باب حفظ العلم. قوله (والنبي) يحتمل أن يكون مفعولاً معه وأن يكون عطفاً على الضمير المرفوع المتصل. فإن قلت كيف يكون عطفاً ولا يصح أن يقال اغتسل النبي بصيغة المتكلم. قلت بقدر مناسبة مما يصح وهو من باب تغليب المتكلم على الغائب كما غلب في قوله تعالى: (اسكن أنت وزوجك الجنة) المخاطب على الغائب وتقديره اسكن أنت وليسكن زوجك. فإن قلت الفائدة في تغليب اسكن هي أن آدم كان أصلاً في سكنى الجنة وحواء تابعة له فما الفائدة فيما نحن فيه. قلنا وكذلك هنا لأن النساء محل الشهوات وحاملات للاغتسال وكأنهن أصل في هذا الباب. قوله (من إناء واحد من قدح) قيل من الأولى ابتدائية والثانية بيانية والأولى أن يكون قدح بدل إناء بتكرار حرف الجر في البدل و (الفرق) بالفاء والراء المفتوحتين وقال أبو زيد الأنصاري إسكان الراء جائز وهو لغة فيه وهو مقدار ثلاثة آصع ستة عشر رطلاً عند أهل الحجاز. الجوهري: الفرق مكيال معروف بالمدينة وهو ستة عشر