أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا، فَقَالَ: أَدْنُوهُ مِنِّي، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، فَوَاللهِ لَوْلاَ الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَاثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ، ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فيه فتح الجيم نحو الزعفران. قوله: ((فقال)) أي الترجمان والفاء أيضا فصيحة أي فقال للترجمان قل أيكم أقرب فقال الترجمان. قوله: ((أيكم أقرب)) فان قلت أقرب أفعل التفضيل لا بد أن يستعمل بأحد الوجوه الثلاثة الإضافة واللام ومن وهمنا مجرد عنها ثم إن معنى القرب فلا بد وأن يكون من شيء فأين صلته قلت كلاهما محذوفان أي أيكم أقرب للنبي صلى الله عليه وسلم غيركم وإنما سأل أقربهم لأنه أعلم بحاله ولأنه أبعد من أن يكذب في نسبه ويقدح فيه لان نسبه هو نسبه وأما القرابة يبنهما فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأبو سفيان هو ابن حرب بن أمية بن عبد شمس عبد مناف قال أبو سفيان وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري. قوله: ((عند ظهره)) إنما فعل هكذا ليكون أهون عليهم في تكذيبه إن كذب لأن مقابلته بالكذب في وجهه صعبة. قوله: ((فان كذبني)) أي نقل إلى الكذب وقال لي خلاف الواقع. التيمي: كذب يتعدى على مفعولين يقال كذبني الحديث وكذا نظيره صدق قال الله تعالى ((لقد صدق الله رسوله الرؤيا)) وهما من غرائب الألفاظ ففعل بالتشديد يقتصر على مفعول واحد وفعل بالتخفيف يتعدى إلى مفعولين ولفظ ((لكذبت عنه)) يجوز أن يكون مبهما ومعناه إن كذب لا تستحيوا منه فتسكتوا عن تكذيبه بل كذبوه. قوله: ((فوالله)) كلام أبي سفيان لا كلام الترجمان. و ((يأثروا)) بضم المثلثة وكسرها يقال أثرت الحديث إذا رويته ومعناه لولا الحياء من أن رفقتي يروون عني ويحكون عني في بلادي كذبا فأعاب به لأن الكذب قبيح وان كان على العدو لكذبت ويعلم منه قبح الكذب في الجاهلية أيضا وقيل هذا دليل لمن يدعي أن قبح الكذب عقلي وأقول لا يلزم منه لجواز أن يكون قبحه بحسب العرف أو مستفادة من الشرع السابق. قوله: ((لكذبت عنه)) أي لأخبرت عن حاله بكذب لبغضي إياه ولمحبتي نقصه. قوله: ((أول)) بالرفع اسم كان وخبره أن قالوا ويجوز العكس وجاء به الرواية. قوله: ((قط)) بفتح القاف وشدة الطاء المضمومة هو المشهور