بِالشَّأمِ فِي المُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلْيَاءَ، فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

يذكر ويؤنث وحد الشام من العريش إلى الفرات ومن أيلة إلى بحر الروم 0قوله: ((ماد)) بتشديد الدال وهوفعل ماض من المفاعلة يقال ماد الغريمان إذا اتفقا على اجل الدين وضربا له زمانا وهو من المدة أي القطعة من الزمان يقع على القليل والكثير وهذه المدة هي صلح الحديبية الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي سفيان حاكي القصة وكفار قريش سنة ست من الهجرة فان قلت هذا في أواخر عهد البعثة فما مناسبته لما ترجم عليه الباب وهي كيفية بدء الوحي 0قلت المراد منه كيفية بدء الوحي يعلم من جميع ما في الباب لا من كل حديث منه فيكفي في كل حديث مجرد أدنى مناسبة مثل ما يعلم من حديث أن في حال ابتداء الوحي المتابعون للنبي صلى الله عليه وسلم الضعفاء 0قوله: ((فأتوه)) الفاء فصيحة إذ تقدير الكلام أرسل إليه في طلب ايتان الركب إليه الرسول فطلب إيتانهم فأتوه ونحوه قوله: تعالى ((فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت)) ((وإيلياء)) هو بيت المقدس وفيه ثلاث لغات أشهرها كسر الهمزة واللام وسكون الياء بينهما والمد والثانية مثلها إلا أنها بالقصر والثالثة حذف الياء الاولى وسكون اللام والمد وقيل معناه بيت الله 0قوله: ((فدعاهم في مجلسه)) فان قلت الدعاء مستعمل بالي نحو والله يدعو دار السلام فالمناسب فدعاهم إلى مجلسه. قلت في ليس اصلة للدعاء اذ المراد دعاهم حالة كونه في مجلسه أي محل حكمه لاحالة كونه في الخلوة أوفي الحرم ونحوه وفي بعض الكتب دعاهم وهو جالس في مجلس ملكه عليه التاج وفي شرح السنة دعاهم لمجلسه0قوله: ((وحوله عظماء)) وحواليه وحواله وحوليه بفتح اللام فيهن بمعنى واحد 0وأما ((الروم)) فهم هذا الجيل المعروف. الجوهري: هم ولد الروم بن عيصو وكأنه غلب اسم أبيهم فصار كالاسم للقبيلة. قوله: ((بالترجمان)) بضم التاء وفتحها والجيم مضمومة بينهما وهو المعبر بلغة عن لغة والمفسر بلسان عن لسان والتاء فيه أصلية وقيل زائدة يقال ترجمت الشيء إذا بينته ووقفت عليه غيرك ممن لا يقف عليه بنفسه. فان قلت الدعاء متعد بنفسه فلا حاجة إلى الباء. قلت الباء زائدة للتوكيد نحو قوله: تعالى ((ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة)) وفي بعض النسخ بدون الباء كذا دعا ترجمانه. الجوهري ويجوز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015