خَرَجَ النَّبِىُّ صَلَّى الله عليه وسلّم زَمَنَ حُدَيْبِيَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَمَا تَنَخَّمَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِى كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

على وزن فعال بضم الفاء (والبزاق) والبساق والبصاق بمعنى واحد (والمخاط) ما يسيل من الأنف. قوله (عروة) أي ابن الزبير التابعي فقيه المدينة تقدم في كتاب الوحي (والمسور) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الواو وبالراء ابن مخرمة بفتح الميم وسكون المنقطة وفتح الراء الصحابي تقدم في باب استعمال فضل وضوء الناس حيث قال وإذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقتتلون على وضوئه قوله (مروان) هو ابن الحكم بالمهملة والكاف المفتوحتين الأموي ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل حين نفي النبي صلى الله عليه وسلم أباه الحكم إليها وكان مع أبيه بها حتى استخلف عثمان رضي الله عنه فردهما إلى المدينة وكان إسلام الحكم يوم فتح مكة وطرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لأنه كان يفشي سره مات في أخر ولاية عثمان ولما توفي معاوية بن يزيد بايع بعض الناس بالشام مروان بالخلافة وهلك بدمشق سنة خمس وستين. فان قلت كيف روى مروان ذلك وهو لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن بالحديبية. قلت هو من مراسيل الصحابة وهو معتبر اتفاقا سيما إذا انضم لمسند المسور ورواية المسور هي الأصل لكن ضم إليه رواية مروان للتقوية والتأكيد. قوله (الحديبية) بضم المهملة وفتح الدال وتخفيف الياء كذا قال الشافعي وبتشديد الياء عند أكثر المحدثين وقال ابن المديني أهل المدينة يثقلونها وأهل العراق يخففونها وهي قرية سميت ببئر هناك وقيل سميت بشجرة حدباء هنالك وكانت الصحابة بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت تلك الشجرة وتسمى بيعة الرضوان وهي على مرحلة من مكة. قوله (فذكر الحديث) أي حديث قصة الحديبية وهو الذي ذكره في كتاب الغزوات في باب غزوة الحديبية وهو خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى وأشعر وأحرم منها إلى أخره وقد ذكره البخاري هنا على سبيل التعليق لكنه مسند عنده ثابت بالطرق المذكورة ثمة منها حدثنا على عبد الله قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن مروان والمسور قالا خرج النبي صلى الله عليه وسلم. قوله (ما تنخم) فعل ماض من باب التفعل يقال تنخم الرجل أي رمى بنخامته والنخاعة والنخامة بضم النون فيهما قال بعض الفقهاء هو الخارج من الصدر والبلغم وهو النازل من الدماغ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015