قَالَ مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
6631 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعرفوا إماما مطاعا وليس المراد أنه يموت كافرا بل أنه يموت عاصيا , قوله (فليصبر) فيه دليل على أن السلطان لا ينعزل بالفسق والظلم ولا تجوز منازعته في السلطنة بذلك , فان قلت إلا مات مستثنى فما وجهه قلت من للاستفهام الإنكاري أي فارق أحد الجماعة أو ما مقدرة قال ابن مالك جاز ذلك كقوله:
فوا لله ما نلتم وما نيل منكم ... بمعتدل وفق ولا متقارب
وسيجيء في أول كتاب الأحكام مصرحا أو إلا زائدة قال الأصمعي تقع إلا زائدة كقوله:
حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أم يرمى بها بلدا قفرا
و (الحراجيج) جمع الحرجوح بالمهملة والراء وضم الجيم وهي الناقة و (القفر) بالقاف والفاء الخالي وللكوفيين في مثله مذهب آخر وهو أن يجعل إلا حرف عطف وما بعدها معطوف على ما قبلها , قوله (عمرو) أي ابن الحارث و (جنادة) بضم الجيم وخفة النون وبالمهملة ابن أبي أمية بضم الهمزة وتخفيف الميم وتشديد التحتانية و (عبادة) بالضم والتخفيف و (بايعناه) بلفظ الغائب والمتكلم روايتان و (منشطنا ومكرهنا) أي فرحنا وحزننا ومحبوبنا ومكروهنا و (أثره) أي على استئثار الأمراء بحظوظهم واختصاصهم إياها بأنفسهم و (الأمر) أي الإمارة , قوله (إلا أن