رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِذَا قَالَ هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ
5846 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابن كيسان المقبري بضم الموحدة وفتحها قوله (فليرد) وذلك إما بوضع اليد على الفم وإما بتطبيق الشفتين وذلك لئلا يبلغ الشيطان مراده من ضحكه عليه من تشويه صورته أو من دخوله فيه كما جاء في بعض الروايات و (ها) هو حكاية صوت متثائب يعني إذا بالغ في الثوباء ضحك على الشيطان منه فرحا بذلك، الخطابي: معنى المحبة والكراهة فيهما ينصرف إلى الأسباب الجالبة لهما وذلك أن العطاس إنما يكون مع الخفة وانفتاح السدود والتثاؤب إنما هو عند امتلاء البدن وكثرة المأكل وقيل ما تثاءب نبي قط قال وإنما أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يزين للنفس شهوتها، أقول فالغرض التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في الأكل واختلف في التشميت فقال الظاهرية واجب على كل السامعين، وقال مالك: واجب على الكفاية وقيل هو ندب ثم اختلفوا في أنه سنة على العين أو على الكفاية وأولوا لفظ حق بأنه ثابت أو حقيق أو حق في حسن الآداب وكرم الأخلاق قال ابن بطال: معنى الإضافة إلى الشيطان إضافة الإرادة والرضا أي يحب أن يرى تثاؤب الإنسان لأنها حال تغير الصورة فيضحك من فعله لا أن الشيطان يفعل التثاؤب في الإنسان إذ لا خالق إلا الله وكذلك كل ما نسب إليه كان إما بمعنى الإرادة وإما بمعنى الوسوسة في الصدور، قوله (عبد العزيز بن أبي سلمة) بفتحتين و (أخوه) أي في الإسلام والشك في لفظ (أو صاحبه) من الراوي والبال والحال